15‏/07‏/2015

لا تقتلوا فرحة العيد

إظهار السرور في الاعياد من شعائر الدّين
لا ينبغي أن يجعل من يوم العيد موسماً للنواح والبكاء وذكر مصائب المسلمين
فلكل مقام مقال
والحزن لا يزيل مصيبةً ولا يمسح دمعةً ولا يحرر شبراً من الأرض
وأما مصائبنا فبما كسبت أيدينا ويعفو - سبحانه - عن كثير ولن يجدي النواح والحزن والتباكي..
بل الرجوع إلى ما يرضي الله عز وجل ﴿ ولو أنهم ءامنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ﴾ الأعراف
ومن رضا الله أن يفرح العبد بما أنعم عليه وأتم له صيامه ﴿ ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون ﴾ البقرة
﴿ قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ﴾ يونس
وخير الهدي هدي محمد ﷺ وقد كان يستعيذ بالله من الهم والحزَن ، يعجبه الفأل الحسن ، دائم البِشر، كثير التبسم
عن أنس رضي الله عنه : " قدم رسول الله ﷺ المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما ، فقال : إن الله أبدلكم بهما خيراً منهما : يوم الأضحى ويوم الفطر".
في الحديث دليل على مشروعية اللعب و إظهار السرور في العيدين
وعن عائشة - رضى الله عنها قالت : "دخل عليَّ رسول الله  ﷺ  وعندي جاريتان تغنّيان بدفّين بغناء بُعاث ، فاضطجع على الفراش ، وتسجّى بثوبه ، وحول وجهه إلى الجدار ، وجاء أبو بكر فانتهرهما ، وقال : مزمارة الشيطان عند النبي  ﷺ ، فكشف النبي وجهه ، وأقبل على أبي بكر ، وقال : دعهما ، يا أبا بكر إن لكل قومٍ عيداً وهذا عيدنا ". مسلم
ومن مشاهد اللعب وإظهار السرور بالعيد أمام رسول الله  ﷺ ما فعله الحبشة ، حيث اجتمعوا في المسجد يرقصون بالدرق والحراب ، واجتمع معهم الصبيان حتى علت أصواتهم ، فسمعهم النبي - صلى الله عليه وسلم - فنظر إليهم ، ثم قال لعائشة : " يا حُمَيْراء - تصغير حمراء - أتحبين أن تنظري إليهم ، قالت : نعم ، فقام بالباب ... وأسندت وجهها إلى خده ﷺ وهي تنظر إليهم ، والرسول  ﷺ  يحثهم ويقول : دونكم يا بني أرفدة ، لتعلم يهود أن في ديننا فسحة ، إني بعثت بالحنيفية السمحة " رواه النسائي وفي رواية تقول عائشة : فقال رسول الله ﷺ  : " حسبكِ ؟ " ، فقلت : يا رسول الله ، لا تعجل . فقام لي ، ثم قال : " حسبكِ ؟ " ، فقلتُ : لا تعجل يا رسول الله ، قالت : وما لي حب النظر إليهم ، ولكني أحببت أن يبلغ النساء مقامه لي ، ومكاني منه .

13‏/07‏/2015

أثر سياسة الراعي في الرعية

وقال حكماء بابل : إذا استعمل العدل أغنى عن الشجاعة .
ويقال : عدل السلطان أنفع من خصب الزمان ، وقيل : إذا رغب السلطان عن العدل رغبت الرعية عن الطاعة .
ويقال أن خراج سواد العراق في زمن عمر بن الخطاب كان مائة ألف ألف وسبعمائة ألف ، فلم يزل يتناقص حتى صار في زمن الحجاج ثمانية عشر ألف ألف ، فلما ولي عمر بن عبدالعزيز ارتفع في السنة الأولى إلى ثلاثين ألف ألف . وفي الثانية إلى ستين ألف ألف. وقال : إن عشت لأبلغنه إلى ما كان في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فمات في تلك السنة.
وقال وهب بن منبه : إذا هم الوالي بالجور أو عمل به أدخل الله النقص في أهل مملكته في الأسواق ، والزروع والضروع وكل شيء .
وإذا هم بالخير والعدل أو عمل به أدخل الله البركة في أهل مملكته كذلك .
وروى أصحاب التواريخ في كتبهم :
أن الناس زمن الحجاج كانوا إذا تلاقوا يتساءلون: من قتل البارحة ؟ من صلب ؟ ومن جلد ؟ ومن قطع ؟
وكان الوليد بن هشام صاحب ضياع وإتخاذ مصانع ؛ فكان الناس يتساءلون عن البنيان والمصانع والضياع وشق الأنهار وغرس الأشجار.
ولما ولي سليمان بن عبدالملك وكان صاحب طعام ونكاح ؛ كان الناس يتحدثون في الأطعمة الرفيعة ويتغالون في المناكح والسراري ...
ولما ولي عمر بن عبدالعزيز ؛ كان الناس يتساءلون كم تحفظ من القرآن؟ وكم وِردك كل ليلة ؟ وكم يحفظ فلان ؟ وكم يصوم ؟...

أثر سياسة الراعي في الرعية

وقال حكماء بابل : إذا استعمل العدل أغنى عن الشجاعة .
ويقال : عدل السلطان أنفع من خصب الزمان ، وقيل : إذا رغب السلطان عن العدل رغبت الرعية عن الطاعة .
ويقال أن خراج سواد العراق في زمن عمر بن الخطاب كان مائة ألف ألف وسبعمائة ألف ، فلم يزل يتناقص حتى صار في زمن الحجاج ثمانية عشر ألف ألف ، فلما ولي عمر بن عبدالعزيز ارتفع في السنة الأولى إلى ثلاثين ألف ألف . وفي الثانية إلى ستين ألف ألف. وقال : إن عشت لأبلغنه إلى ما كان في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فمات في تلك السنة.
وقال وهب بن منبه : إذا هم الوالي بالجور أو عمل به أدخل الله النقص في أهل مملكته في الأسواق ، والزروع والضروع وكل شيء .
وإذا هم بالخير والعدل أو عمل به أدخل الله البركة في أهل مملكته كذلك .
وروى أصحاب التواريخ في كتبهم :
أن الناس زمن الحجاج كانوا إذا تلاقوا يتساءلون: من قتل البارحة ؟ من صلب ؟ ومن جلد ؟ ومن قطع ؟
وكان الوليد بن هشام صاحب ضياع وإتخاذ مصانع ؛ فكان الناس يتساءلون عن البنيان والمصانع والضياع وشق الأنهار وغرس الأشجار.
ولما ولي سليمان بن عبدالملك وكان صاحب طعام ونكاح ؛ كان الناس يتحدثون في الأطعمة الرفيعة ويتغالون في المناكح والسراري ...
ولما ولي عمر بن عبدالعزيز ؛ كان الناس يتساءلون كم تحفظ من القرآن؟ وكم وِردك كل ليلة ؟ وكم يحفظ فلان ؟ وكم يصوم ؟...

02‏/07‏/2015

في الحبّ ...

🍁 ومن حرّم الكلام في الحب؟!
واللهُ الذي أمال على الزهرة حتى تكون الثمرة، وعطف الحمامة على الحمامة حتى تنشأ البيضة، وأدنى الجبل من الجبل حتى يولد الوادي، ولوى الأرض في مسراها على الشمس حتى يتعاقب الليل والنهار، هو الذي ربط بالحبّ القلبَ بالقلب حتى يأتي الولد.

ولولا الحب ما التفّ الغصن على الغصن في الغابة النائية، ولا عطف الظبي على الظبية في الكناس البعيد، ولا حنى الجبل على الرابية الوادعة، ولا أمدّ الينبوع الجدول الساعي نحو البحر.

ولولا الحب ما بكى الغمام لجدب الأرض، ولا ضحكت الأرض بزهر الربيع، ولا كانت الحياة.

ما في الحب شيءٌ ، ولا على المحبين سبيل، إنما السبيل على من ينسى في الحب دينه، أو يضيّعُ خلقه، أو يهدم رجولته أو يشتري بلذةِ لحظةٍ في الدنيا عذاب ألف سنة في جهنم، أو لم يؤلف ثلاثة من أعلام الإسلام، ثلاثة كتب في الحب، وهم صاحب الأعلام، ومصنف المُحلى والإمام ابن الإمام؟

ويا ليت الشبان يعودون إلى الحب، فتقل هذه الشرور، ويخف هذا الفساد، ولكن أنىّ يكون الحب، مع هذه الشهوات المتسعّرة ؟

إنها إذ لم تطمر الفحمة في بطن الأرض دهراً، لا تصير ألماساً، وإذا لم تدفن الشهوة في جوف القلب عمراً، لا تكون حباً.

ولكن كيف أكتب عن الحب؟
وهل تسع هذه المقالة حديث الحب؟
هل يوضع القمر في كف غلام ؟ ....
أين التعبير الذي يترجم عن العاطفة؟
إن البشر لا يزالون أطفالاً ما تعلموا الكلام، إنهم خرس يتكلمون بالإشارات وما هذه اللغات البشرية إلا إشارات الخرسان، وإلا فأين الألفاظ التي تصف ألوان الغروب، ورجفات الأنغام، وهواجس القلوب؟
نقول للون أحمر، وفي صفحة الأفق عند المساء عشرات الألوان كلها أحمر، وما يشبه لون منها لوناً، وما عندنا لهذه العشرات إلا هذا اللفظ الواحد، ونقول للحن رصد، ولكن رجفة في صوت المغني، أو مدة أو غنة، تجعل من الرصد مئة رصد، وما عندنا لهذه المئة إلا اللفظ الواحد.
ونقول، قصة جميلة، ونغمة جميلة، ومنظر جميل، وطفل جميل، ما عندنا إلا هذا اللفظ الواحد، نكرره كالببغاوات نعبر به عن ألف جمال، ما منها جمال يشبه جمالاً، وأين جمال القصة، من جمال الوادي، جمال العمارة من جمال المرأة؟
وجمال المرأة؟ أهو لون واحد، حتى نطلق عليه الوصف الواحد؟ لو حشدت مئة من أجمل الجميلات في مكان، لرأيت مئة لون من ألوان الجمال تشعر بها، ولكن لا تملك وصفها...."
صور وخواطر - الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله

01‏/07‏/2015

الرّضى ..

#‏على_مائدة_الإفطار‬
ومن أجل مقامات الإيمان الرضى ، وليس من شرطه ألا يحس بالألم والمكاره . بل ألا يعترض على الحكم ولا يتسخط .
فوجود التألم وكراهة النفس له لا ينافي الرضى ، كرضى المريض بشرب الدواء الكريه ، ورضى الصائم في اليوم الشديد الحر بما يناله من ألم الجوع والظمأ ، ورضى المجاهد بما يحصل له في سبيل الله من ألم الجراح وغيرها .
وطريق الرضى مختصرة قريبة جداً ، موصلة إلى أجل غاية ، و فيها بعض المشقة ، ومع ذلك فليست بأصعب من مشقة طريق المجاهدة ...
وعدتها : همة عالية ، ونفس زكية ، وتوطين النفس على كل ما يرد عليها من الله .
ومما يعين العبد عليها استحضاره لأمور منها :
1- أن يعلم بأنه لا تبديل لكلمات الله ، ولا راد لحكمه ، وأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن .
2- أن يعلم أنه عبد محض . والعبد المحض لا يسخط جريان أحكام سيده المشفق الناصح المحسن عليه .بل يتلقاها كلها بالرضى به وعنه
3-أنه جاهل بعواقب الأمور . وسيده أعلم بمصلحته وبما ينفعه
4- أن يعلم بأنه إذا رضي انقلب في حقه البلاء نعمة ومنحة ، وخف عليه حمله وأعين عليه . وإذا سخطه تضاعف عليه ثقله وكله ولم يزده إلا شدة .
5- أن يعلم أن رضاه عن ربه سبحانه في جميع الحالات يثمر رضى ربه عنه . فإذا رضي عنه بالقليل من الرزق ؛ رضي ربه عنه بالقليل من العمل ..
6- أن يعلم أن أعظم راحته وسروره ونعيمه في الرضى عن ربه في جميع الحالات .فإن الرضى باب الله الأعظم ومستراح العارفين وجنة الدنيا
7- وأن السخط باب الهم والغم والحزن وشتات القلب وكسف البال وسوء الحال ، والظن بالله خلاف ما هو أهله .