وقال حكماء بابل : إذا استعمل العدل أغنى عن الشجاعة .
ويقال : عدل السلطان أنفع من خصب الزمان ، وقيل : إذا رغب السلطان عن العدل رغبت الرعية عن الطاعة .
ويقال أن خراج سواد العراق في زمن عمر بن الخطاب كان مائة ألف ألف وسبعمائة ألف ، فلم يزل يتناقص حتى صار في زمن الحجاج ثمانية عشر ألف ألف ، فلما ولي عمر بن عبدالعزيز ارتفع في السنة الأولى إلى ثلاثين ألف ألف . وفي الثانية إلى ستين ألف ألف. وقال : إن عشت لأبلغنه إلى ما كان في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فمات في تلك السنة.
وقال وهب بن منبه : إذا هم الوالي بالجور أو عمل به أدخل الله النقص في أهل مملكته في الأسواق ، والزروع والضروع وكل شيء .
وإذا هم بالخير والعدل أو عمل به أدخل الله البركة في أهل مملكته كذلك .
وروى أصحاب التواريخ في كتبهم :
أن الناس زمن الحجاج كانوا إذا تلاقوا يتساءلون: من قتل البارحة ؟ من صلب ؟ ومن جلد ؟ ومن قطع ؟
وكان الوليد بن هشام صاحب ضياع وإتخاذ مصانع ؛ فكان الناس يتساءلون عن البنيان والمصانع والضياع وشق الأنهار وغرس الأشجار.
ولما ولي سليمان بن عبدالملك وكان صاحب طعام ونكاح ؛ كان الناس يتحدثون في الأطعمة الرفيعة ويتغالون في المناكح والسراري ...
ولما ولي عمر بن عبدالعزيز ؛ كان الناس يتساءلون كم تحفظ من القرآن؟ وكم وِردك كل ليلة ؟ وكم يحفظ فلان ؟ وكم يصوم ؟...
« قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي »
13/07/2015
أثر سياسة الراعي في الرعية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
السلام عليكم