15‏/02‏/2015

في ظلال آية

هل من تعلّق قلبهُ بالآخرة يخسرُ متاعَ الدُّنيا ؟!

قال في الظّلال :
" ... ثم يكشف عن صفةٍ تَحمِلُ معنى العلّة لكفرِ الكافرين بنعمة اللّه التي يحملها رسوله الكريم :
«الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَياةَ الدُّنْيا عَلَى الْآخِرَةِ»«وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ، وَيَبْغُونَها عِوَجاً ، أُولئِكَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ» ..
❌فاستحباب الحياة الدنيا على الآخرة يصطدم بتكاليف الإيمان ويتعارض مع الاستقامة على الصراط.
وليس الأمر كذلك حين تستحب الآخرة ، لأنه عندئذ تصلح الدنيا ، ويصبح المتاع بها معتدلا ، ويراعى فيه وجه اللّه. فلا يقع التعارض بين استحباب الآخرة ومتاع هذه الحياة.
✔ إن الذين يوجهون قلوبهم للآخرة ، لا يخسرون متاع الحياة الدنيا - كما يقوم في الأخيلة المنحرفة - فصلاح الآخرة في الإسلام يقتضي صلاح هذه الدنيا ، والإيمان باللّه يقتضي حسن الخلافة في الأرض ، وحسن الخلافة في الأرض هو استعمارها والتمتع بطيباتها.
✔ إنه لا تعطيل للحياة في الإسلام انتظارا للآخرة ، ولكن تعمير للحياة بالحق والعدل والاستقامة ابتغاء رضوان اللّه ، وتمهيدا للآخرة ..
هذا هو الإسلام.
❌فأما الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة ، فلا يملكون أن يصلوا إلى غاياتهم من الاستئثار بخيرات الأرض ، ومن الكسب الحرام ، ومن استغلال الناس وغشهم واستعبادهم .. لا يملكون أن يصلوا إلى غاياتهم هذه في نور الإيمان باللّه ، وفي ظل الاستقامة على هداه
❌ ومن ثم يصدون عن سبيل اللّه ، يصدون أنفسهم ويصدون الناس ، ويبغونها عوجا لا استقامة فيها ولا عدالة ، وحين يفلحون في صد أنفسهم وصد غيرهم عن سبيل اللّه ، وحين يتخلصون من استقامة سبيله وعدالتها ، فعندئذ فقط يملكون أن يظلموا وأن يطغوا وأن يغشوا وأن يخدعوا وأن يغروا الناس بالفساد ، فيتم لهم الحصول على ما يبغونه من الاستئثار بخيرات الأرض ، والكسب الحرام ، والمتاع المرذول ، والكبرياء في الأرض ، وتعبيد الناس بلا مقاومة ولا استنكار.
✔ إن منهج الإيمان ضمانة للحياة وضمانة للأحياء من أثرة الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة ، واستئثارهم بخيرات هذه الحياة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم