21‏/02‏/2015

هل القلة وصف لازمٌ لأهل الحق ؟!


ذكر الإمام البخاري رحمه الله ( 256 هـ )  في صحيحه " تعليقا "
 باب قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم وقول الله تعالى ﴿
وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّىٰ يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [ التوبة ، 115 ]
وكان ابن عمر يراهم شرار خلق الله وقال إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين.
ومن ذلك اعتبار بعض الجهلة القلة صفة ملازمة للحق يتمايز المسلمون بها فيما بينهم مستدلا بقوله تعالى ﴿ وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ  ﴾ [ يوسف، 103 ]
وبقوله تعالى ﴿وَ إِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ) [ الأنعام ، 116 ]
فهذه الآيات صحت دلالتها على تضليل أكثر الناس وهم الذين ابتغوا غير دين الإسلام كما قال تعالى ﴿ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [ آل عِمران ، 85 ]
ولا يستدل بها على تضليل جمهور المسلمين إلا سفيه جاهل ، أو ضالّ مبتدع
 فتجده يخالف ما عليه أكثر علماء الأمة ويخالف السواد الأعظم من المسلمين ويضللهم إلا من تبع جماعته أو حزبه
مع ورود الأمر الإلاهي بسلوك طريق السنة و الجماعة وتجنب مخالفة طريق المسلمين قال رب العزة والجلالة  ﴿ وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيراً ﴾ [ النساء ، 115 ]  و الألف واللام مع الأسماء تفيد العموم ، على الخلاف المشهور بين الجمهور والحنفية في دلالته على أفراده هل هي دلالة ظنية أم قطعية فهو إن لم يشمل الكل شمل الأكثر أو الغالب
ومع وصية النبي صلى الله عليه وسلم بملازمة السواد الأعظم كما في الحديث الذي رواه ابن ماجه في سننه ، باب السّواد الأعظم ،  عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن أمتي لن تجتمع على ضلالة فإذا رأيتم اختلافاً فعليكم بالسواد الأعظم)) . وهذا الحديث وإن اختلف في سنده المحدثون إلا أنه أصل من أصول أهل السنة.
أعاذني الله وإياكم من الجهل فإنه أصل الغلو
والحمد لله رب العالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم