21‏/02‏/2015

العمل الإسلاميّ بين النخبة والعامّة

العمل الإسلامي بين النّخبة والعامّة.

✔توجد مدارس وأحزاب تنشط بين النّخَب والصفوة .. وتجعل جلّ اهتمامها مركّزاً على النُّخَب .. وفريق آخر تراه ينشط بين العامّة من الأمة، ويجعل جل اهتمامه مركزاً على العامة، فتُعرَف حركته بالشعبويّة.

والحق وسط بينهما؛ يجمع بين خيري المدرستين والفريقين، فهو من جهة يهتم بتكوين وتشكيل العناصر القيادية المميزة القادرة على قيادة القافلة، ومن جهة أخرى يهتم بالشعوب والعامة، ويتفاعل معها أخذاً وعطاء، وينطلق بها نحو كلياته وأهدافه العامة، فيعطي كل فريق حقّه من غير إفراط ولا تفريط.

وهو الذي دلت عليه أدلة الكتاب والسنة، وكان عليه عمل الصحابة من الخلفاء الراشدين وغيرهم.

قال تعالى:[ وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ  وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ]آل عمران:104. وقوله [ منكم ]؛ أي من الأمة العامّة الجامعة لجميع طبقات الناس من المسلمين. وقوله [ أُمَّةٌ ]؛ أي طائفة من الأمة العامّة، وهي النخبة والصفوة، والطائفة المنصورة من العلماء العاملين، والأمراء المصلحين التي تنهض لمهمة الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.

ونحوه قوله صلى الله عليه وسلم:" لا تزال طائفةٌ من أمتي قائمةً بأمرِ اللهِ، لا يضرُّهم من خذلهم أو خالفهم، حتى يأتي أمرُ اللهِ وهم ظاهرون على الناسِ " مسلم.

الطائفة؛ هي النخبة والصفوة، التي تناط بها القيادة والمهام العظيمة، والتي منها القيام بأمر الله. وقوله " من أمتي "؛ أي من الأمة العامّة الجامعة لجميع شرائح وطبقات المسلمين.

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يتحرك ويجاهد بمجموع الأمة، ويهتم بجميع شؤون المسلمين على اختلاف طبقاتهم ومستوياتهم، كان له صفوة من الوزراء والأعوان المقربين تُناط بهم المهام الصعبة، كالعشرة المبشرين بالجنة وغيرهم .. كما كان صلى الله عليه وسلم يحض على طلب العلم، ويرغب به، ويثني على العلماء الربانيين ثناء عظيماً، وطلب العلم هو الخطوة الأولى نحو تشكيل وفرز النُّخَب والعناصر القيادية، والضرورية للأمة.

وأيما حركة تريد أن يُكتَب لها النجاح، وأن تستمر في الوجود والحياة لا بد لها من أن تجمع في عملها ودعوتها وجهادها بين النخبة، وتكوين القيادات المميزة والقادرة على تحمل الإرث، وقيادة السفينة، وبين الحراك الشعبي العام، فلا تفرط بجانب لحساب الجانب الآخر، بل تسير بهما معا بالتوازي، ومن غير إفراط ولا تفريط.
فإن قيل: من هم النخبة والصفوة، وإلى أي مدرسة أو جماعة تنتمي ..؟

أقول: لا يحق لمدرسة أو جماعة بعينها أن تحتكر النخبة والصفوة لنفسها دون غيرها .. أو حتى أن تدعيها .. فالنخبة ــ والتي هي الطائفة المنصورة الظاهرة ــ يُحكم عليها من خلال مجموعة من الصفات تتوفر فيها، وليس لمجرد الانتماء إلى جماعة أو حزب بعينه، وأيما فرد تتحقق فيه هذه الصفات فهو من النخبة والطائفة المنصورة الظاهرة، على قدر ما تتمثل فيه هذه الصفات، والتي منها: العلم، وتحقيق المتابعة للسنة، والجهاد في سبيل الله.

وهناك صفات آخرى فرعية قد جمعناها وذكرناها في كتابنا " صفة الطائفة المنصورة التي يجب أن تكثر سوداها "، فليراجعه من شاء.

21/2/2015
الشيخ أبو بصير الطرطوسي.

✔الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه أما بعد
فإني اقول بكل ماقاله الشيخ أبو بصير حفظه الله تعالى في هذا الجواب
فلابد من نخبة متميزة تحافظ على المشروع ومن أمة تحتضن المشروع باحتضان تلك النخبة التي تحمل المشروع  والمذموم جهاد النخبة على الوجه القائم اليوم. ومن صوره حصر الولاء في اهل النخبة الى درجة ان النخبة صار لنا نصيب وافر من قوله تعالى (نحن أبناء الله وأحباؤه ) ولكن بلسان الحال والسلوك وليس بلسان القال .ولهذا نقول جهادنا شعبوي نخبوي بهذا المعنى
نخبة تكون مع عامة المسلمين تخفض الجناح لهم وترعى مصالحهم الدينية والدنيوية وتأخذ في قراراتها مايعود على جمهور المسلمين من نفع أو ضرر
نخبة تتألم لبكاء اﻻطفال واﻻم المعذبين واﻻيتام واﻻرامل والشيوخ والمحتاجين وﻻتدع خطة رشد تدفع عن هؤﻻء آﻻمهم اﻻ أخذت بها والله اعلم
ابو العباس الشامي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السلام عليكم